Needs Arabic version of Windows(If font appears incorrect Click View, Encoding, then choose Arabic)
Homeكسر الوصية الثانية؟ - صوّر يسوع المسيح "صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة"
(كولوسّي 1 ع 15)تكثر صوّر مخلصنا في مصر, في الأيقونات العتيقة و الغالية, و كذلك في الأفلام الحديثة, في البيت و في المكتب. و بذلك يعتقد الناس أن هذه الصوّر تذكّرنا بحضور الرب و بآلامه و ترمز إليه كما يعتقدوا أن هذه الصوّر تعلم الجهلاء و أنها مقبولة بشرط ألا تعبد. يعترف بعض المسيحيين من كل طائفة بذلك. لكن هذا اعتراف يستحق فحص دقيق لأنّ خصوصية هذه العقيدة تختلف تماما عن تعليم الكتاب المقدّس من جانب و التقليد المسيحي الأصلي من جانب آخر.
ماذا تطلب الوصية الثانية؟
هذه الوصية الجليلة و الخطيرة تدعونا اليوم.
خروج 20 ع 4-7
لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ.لأني أنا الرب إلهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. واصنع إحسانا إلى ألوف من محبيّ وحافظي وصاياي.
محبّة الله الملتهبة تغار علينا و تهتم بأن يكون تسبيح شعبه طاهرا.
الاعتقاد بأننا لم نتعدّى أوّل نصف هذه الوصية بصنع الصوّر ولو بشرط ألا نعبدها هو اعتقاد سطحي و خطير.
أي صورة تتظاهر بأنها تمثل اللّه الحقيقي هي وثن حتى لو لم تعبد. فهي تحاول أن توصف اللّه و ترمز إليه و تثير إعجابنا. إذن الوصية تبدأ بتحريّم شديد لصنع الرسم أو التماثيل و هي تمتد لتوضّح هذا التحريم ليشمل أي صورة أو وصف لإله. فقيامنا بعمل أي رسم أو صورة للّه يكسر هذه الوصية تماما.طبيعة عبادة الأوثان
ليست هي فكرة جديدة إذ يقول أصحاب تلك الفكرة أن الصورة نفسها ليست مركز التسبيح لكنها مجرّد معونة و معلّم فقط, ذلك أن الرسم يكون مساعد بسيط أو وسيط للتذكرة باللاهوت الحقيقي. هذا كان تفكير اليهود الوثنيين في العصور الماضية. لكنه تفكير وبّخ من أنبيائهم القديسين. و بروح اللّه إشعياء ينادي "فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس؟" (اش 40 ع 25) كيف يمكن لأعظم فنّان أن يبدأ يرسم لمحة صغيرة من مجده الفائق؟ المحاولة تنتهي بفشل ذريع. اللّه هو أعظم في قداسته, أعجب بكثير, أحكم و أقوى و أمجد من أي صورة دنسه. فهو المنزّه عن أي تمثيل أو تصوير من صنع إنسان.
أيضا نحن نميل باستمرار بطبيعتنا الشريرة إلى إزالة صفات اللّه المميزة التي لا تعجبنا كالغضب مثلا. فنشوه شبهه و رمزه بحسب خيالنا الفاسد. فهو اختار أن يظهر ذاته بكلمة الوحي و منع كل صوّر كاذبة - لماذا نغيظه؟المسيح هو الصورة الفريدة للّه
زعم البعض بسبب ناسوت المسيح أنه يمكننا أن نصوّره كانسان. لكن يسوع المسيح هو صورة كاملة للّه غير المنظور. فعندما طلب فيلبس منه أن يظهر له اللّه, "قال له يسوع أنا معكم زمانا هذه مدّته ولم تعرفني يا فيلبّس.الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب؟" فلقد قبل المسيح تسبيح الناس وقت حياته على الأرض و التسبيح خاص باللّه فقط,و قد قبله حتى و هو متجسد - لأنه الابن الأزلي و كل ملء اللاهوت يحل فيه جسديا.
إن صنعنا أي شبه للمسيح كأننا صنعنا صورة اللّه. هل يوجد أي شكّ إن تلك الصورة تحطم قانون اللّه؟ فلو أن هذه الصورة كانت حقيقية و صحيحة فإنه يجب علينا السجود لها, كالرب يسوع نفسه فتره وجوده على الأرض! لكن كيف يمكن لأي مهارة بشرّية أو فن أن يعبّر عن الابن الوحيد المرسل من الآب بلا تهوين من مجده, بلا انتقاص من كرامته, بلا تدنيس رهيب؟
إنه مملوءا نعمة وحقا. أيها الأحباء إن المحاولة إهانة شديدة له حتى لو كانت غير مقصودة.الأيقونات - الفائدة المزعومة
ادعى البعض أن الصوّر تنفع الجهلاء و البسطاء لأنها تعلّمهم الأمور الروحية الصعبة عليهم. فالصورة درس للأمّيّ. أيضا هذا زعم ليس حديثا. فالأنبياء رفضوه تماما. ماذا يعلّم التمثال عن اللّه و المسيح؟ ردّ إشعياء هو صريح "ريح وخلاء" - "كلهم باطل" و ارميا يقول الرسم "صنعة الأضاليل",و هذا يزيد الجهل و الفوضى و لا يعالجها. الروح القدس يحذّرنا أن التمثال لا ينفع بالمرة مطلقا. الصوّر لا تهدى, بل بالعكس هي تخدعنا. أخيرا سوف ينتج عن ذلك خجل و أذى (اش 41 ع29, ار 10 ع15, اش 44 ع10, حب 2 ع18). لماذا نترك قوة وعظ كلام اللّه؟ لماذا نغيظ اللّه بصوّر سخيفة, أيقونات, و افلام؟ الكلمة هي نافعة للتعليم والتوبيخ, للتقويم والتأديب الذي في البر, غير تماثيل باطلة. كلمة اللّه تخيّف الشيطان, غير أوثان و أيقونات. كلمة اللّه هي تلد الإيمان و تنمي التقوى بالروح القدس حتى في أضعف الناس. بخلاف الصوّر فهي تولّد خرافة و سذاجة. و قد وعد اللّه أن كلماته تثمر جدا و تنجح, غير فنون الإنسان الاغرائية. كلمة الله لا تقيّد بقيود العالم, لكن أعمال أيدينا محدودة.التقليد المسيحي الأصلي
من أين جاء تقليد الإعجاب بالتماثيل؟ هل هو ميراث مأخوذ من آبائنا الأوائل؟ ما هو التاريخ المسيحي المشترك؟ هذا السؤال يربك الذين يدافعون عن استخدام الصوّر. فلم تكن التماثيل موجودة في الكنيسة قبل تحول الإمبراطور قسطنطين إلى المسيحية و في تلك الفترة حدث إفساد عظيم في الكنيسة و دخلت التماثيل إليها. بل بالعكس فإن طرطاليان, سيبريان, أثناسيوس, جوستين الشهيد, و تقريبا كل كاتب قديم كان يستخدم نفس منطقنا القوي ضدّ عبادة الأوثان النجسة. فلو أذنبوا بصنع صوّر الرب يسوع و اللّه, لكان هذا المنطق ينقلب على أنفسهم و يتضح تناقضهم بشكل فظيع!
هل وجدت تماثيل كثيرة عند اليهود في أيام الرسل؟ بالعكس حتى اليهود غير مؤمنين منعوا صورة إمبراطورهم من أوروشليم ! هل كرّم المصلحون البروتستانت صوّر المسيح بعد تطهير الكنيسة؟ الرجال و السيدات و حتى الأطفال فضّلوا تعذيبهم و حرقهم عن عبادة الأوثان الرومانية, كالشهداء في القرنين الأول و الثاني. ففي مقابل التقليد المسيحي الأصلي يوجد تقليد آخر في مصر و هو منذ القديم حتى الآن. إنه التقليد الوثني.الخلاصة
يجب على المسيحيين أن يتخلّوا و يتجنّبوا صوّر المسيح سواء أيقونات أو تماثيل أو رسوم أو أفلام، بغض النظر عما إذا كانت تستخدم في العبادة أم لا. فالروح القدس أمر في القديم "لا تدخل رجسا إلى بيتك لئلا تكون محرّما مثله.تستقبحه وتكرهه لأنه محرّم"(تث 7 ع26). و أخيرا فالرسول يوحنا الحبيب يرجونا,آيها الأولاد Home
احفظوا أنفسكم
من الأصنام.
آمين